الخميس، 19 ديسمبر 2013

اللغة السُريانية

اللغة السُريانية
لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية, ويعتبرها بعض الباحثين تتطوراً طبيعياً لها موحدين بين اللغتين, نشأت اللغة الآرامية وهي أصل اللغة السُريانية, في الألف الأول قبل الميلاد لتكون العائلة الثالثة ضمن عائلة اللغات السامية. وأصبحت من القرن السادس قبل الميلاد لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلي ما بعد الميلاد, حيث تمحورت تدريجياً واكتسبت اسمها الجديد "اللغة السُريانية" في القرن الرابع تزامناً مع انتشار المسيحية في بلاد الشام.
تُعتبر السُريانية اللغة الأم لطوائف الآشوريين/ السريان/ الكلدان المنتشرة في العراق وسوريا خاصةً, حيث أضحت من أهم العوامل التي تجمعهم. وبالرغم من ذلك فالسُريانية لم تُقتصر عليهم فقد استخدمها العديد من رجال الدين المسيحيين في كتاباتهم كالعرب (إسحاق النينوي وإيليا الحيري) والفُرس ( أفراهاط الملقب بالحاكم الفارسي) والأرمن (ميسروب ماشودتس وإسحاق الأرمني) والترك ( يشعوداد الماروزي). كما أصبحت اللغة الطقسية لبعض القبائل المنغولية المنتصرة قديماً ومسيحيو كيرا لا بجنوب غرب الهند. ويشير الباحثون إلي اتصال دائم بين اللغة السُريانية واللغة العربية بنتيجة الهجرة والتداخل التجاري والثقافي بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية, غير أن التمازج الأعمق بين اللغتين لم يتم إلا في أعقاب الدولة الأُموية, فخلال المرحلة الأولي ظلت اللغة السُريانية لغة الدواوين وهيئات الدولة حتى عهد عبد الملك بن مروان, وإثر تعريب الدواوين ظلت السُريانية لغة التخاطب الوحيدة بنسب متفاوتة في القرى والمدن السورية بشكل عام حتى العهد المملوكي في القرن الثاني عشر حينما سيطرت اللغة العربية كلغة تخاطب بين أغلبية السكان. أما في لُبنان فقد ظلت السُريانية لغة التخاطب بين الموارنة حتى في القرن السادس عشرو وقد حلت العربية مكان السُريانية كلغة كتابة في مدن العراق الوسطي منذ القرن الثالث عشر.

اللغة السريانية تكتسب أهمية دينية خاصة في المسيحية, أولاً لأن يسوع المسيح قد تكلم باللغة الآرامية, التي تعتبر بمثابة اللغة الأم للسريانية, وثانياً لأن العديد من كتابات آباء الكنيسة والتراث المسيحي قد حُفظ بالسريانية, إلي جانب اللغة اليونانية, وفي الكنائس التي تتبع الطقس السرياني لا تزال تستخدم اللغة السريانية بشكل يومي في القدس الإلهي وعدد من العبادات الأخرى كلغة ليتورجية. وعموماً فإن هذه الكنائس تفرض بإلزامية متفاوتة, علي أبنائها خصوصاً الإكليروس دراسة اللغة السريانية وتعلمها, كذلك تبدو اللغة السريانية هامة لمنقبين والمؤرخين في الإطلاع علي الوثائق والمخطوطات القديمة التي غالباً ما كتبت بالسريانية والآرامية.

في الإسلام يشير بعض الفقهاء أن السريانية هي لغة أهل القبور أمثال حافظ السيوطي وعلم الدين البلقيني الذي فسر سبب ذلك بكون السريانية لغة الأرواح والملائكة, البعض الآخر أمثال العثيمين نفي الرواية, في حين يشير ابن حاتم وابن شيبه أن السريانية هي لغة يوم القيامة علي أن يتكلم داخلو الجنة لاحقاً العربية’ غير أن بعض الفقهاء كابن حنبل رؤوا أن السريانية كان لغة النبي آدم ونوح.
اعتبرت اللغة السريانية ردحاً طويلاً من الزمن لغة العلوم والفنون والآداب, خصوصاً في مدينة الرها (    أورفة حالياً في تركيا), والتي نشأت بها بنوع خاص, أولي المدارس السريانية, وعموماً فإن اللغة السريانية تُقسم إلي لهجتين وأبجديتين متقاربتين, الأولي السريانية الغربية نسبة إلي غرب نهر الفرات والثانية هي السريانية الشرقية نسبة إلي شرق نهر الفرات وبنوع خاص إلي الرها. تُكتب اللغة السريانية بالأبجدية السريانية المؤلفة من اثنان وعشرون حرفاً تجمع في خمس كلمات: أبجد, هوز, حطي, كلمن, سعفص, قرشت وتحوي حركات إعرابية تختلف بين السريانية الغربية والسريانية الشرقية وأشهرها خمسة تفيد في المد والقصر وحروف العلة.

كسائر اللغات السامية فإن السريانية تُكتب من اليمين إلي اليسار أو من أعلي الصفحة إلي أسفلها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق