الملكة زنوبيا
زنوبيا أو الزباء (240-274)
كانت ملكة تدمر, قادت مع زوجها أذينه عصياناً علي الإمبراطورية الرومانية تمكنا من
خلاله السيطرة علي معظم سوريا. بعد وفاة زوجها قادت الإمبراطورية التدمرية إلي غزو
مصر لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها وأسرها إلي روما حيث
سُرعان ما توفيت لأسباب غامضة.
اسم زنوبيا الأصلي بالآرامية
كان بات زباي أي بنت زباي. كما عُرفت باللاتينية باسم يوليا أوريليا زنوبيا
وباليونانية سبتيما زنوبيا, كما عرفها العرب باسم الزباء. بالرغم من انحدارها من
عائلة آرامية, زعمت زنوبيا إنها من أصل بطلمي, مشبهة نفسها بكليوبترا. ومن المؤكد
إنها اعتنقت اليهودية في وقت ما من حياتها كما مالت إلي تعاليم بولس الشميشطي
المسيحية, بينما زعم الطبري إنها من عماليق العرب.
اغتيال أذينه .. أثناء انشغال
أذينه الثني ملك تدمر بإنشاء مجلس السيناتورات تمهيداً للانفصال عن روما سراً
ومتظاهراً بالولاء جهراً فإن القيصر وعن طريق العيون يعلم بالأمر فيقرر اغتياله عن
طريق أمراء آخرين يكنون الولاء لروما ويرغبون بتسلم حكم تدمر. كان علي رأسهم معن
موينوس ابن أخت الملك أذينه. في حفلة صاخبة يسقي أذينه وابنه حران الخمر ويدخل
معاونيهم ليقتلوهم عام 267م. كونها صاحبة الحضانة, فإن زنوبيا تتسلم الحكم
الانتقالي باسم وهب اللات وتأسر معن ومن ساعده ولكونها صاحبة أعلي سلطة تحكم عليهم
بالإعدام ويُنفذ. كانت زنوبيا تصف معن بالبذيء وتسيطر زنوبيا بقوتها وتحكم تدمر.
تولت الحكم وعُمرها 14 عاماً
باسم ابنها وهب اللات, وأصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر
في عهدها وامتد نفوذها علي جزء كبير من الشرق. مع وجود ألقاب أخري مثل المكلة
المحاربة تعتمر زنوبيا خوذة أبوللو حين تحارب مع جيشها التدمري الذي فرض سيطرته
جنوباً وشرقاً وغرباً وتلبس الملكة زنوبيا العمامة الكسروية عندما تقابل الوفود في
ديوانها الملكي وقد كانت من ربات الفروسية والشجاعة.
توسعت مملكتها حتى شملت باقي
مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البوسفور حتى النيل, وأطلقت عليها الإمبراطورية
الشرقية مملكة تدمر وأصبحت أهم الممالك وأقواها في الشرق علي الإطلاق, مما دعي
الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود إمبراطوريته
ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الاعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق